ـالدراهم الاثناعشرالمباركة
جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرآه يرتدي ثوباً بالياً فسلمه اثنى عشر درهماً وقال:
ـــ يارسول الله ! اشتر لك ثوباً بهذه النقود.
فقال رسول الله (ص) لعلي (ع):
ـــ خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوباً.
قال علي (ع):
فاخذت الدراهم وجئت الى السوق فاشتريت له قميصاً باثنى عشر درهماً وجئت به الى رسول الله (ص) فنظر اليه رسول الله(ص) فقال: لا ارغب بهذا القميص اريد ارخص منه، اترى صاحبه يقيلنا؟ قال الامام علي (ع) فذهبت بالقميص الى البائع، وابلغته بما أمرني به النبي (ص) فقبل مني ورد الي الدراهم. ثم رجعت بها الى النبي (ص) فمشى معي الى السوق ليبتاع قميصاً ، فرأى (ص) جارية على قارعة الطريق تبكي ، فاقترب منها (ص) وقال لها:
ـــ مم بكاؤك؟
قالت الجارية: يا رسول اللهإن أهل بيت اعطوني اربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت، فلا اجرأ ان ارجع اليهم.
فأعطاها النبي (ص) اربعة دراهم وقال:
ـــ اشتري ما تبغين وارجعي الي بيتك .
ثم مضى (ص) الى السوق فاشترى قميصاً باربعة دراهم ولبسه وحمد الله وحين رجع من السوق رأى عرياناً؛ فخلع (ص) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل . ثم ذهب ثانية الى السوق فاشترى بالاربعة دراهم التي بقيت قميصاً آخر فلبسه ورجع االى البيت واذا به يرى تلك الجارية على قارعة الطريق ايضاً وقد بدت عليها الحيرة والاضطراب . فقال لها:
ـــ لملم ترجعي الى بيتك؟
قالت: يارسول الله (ص) لقد ابطأت عليهم واخاف ان يضربوني.
فقال (ص): فلنذهب معاً ودليني على اهلك فسأكون شفيعك اليهم في العفو عنك.
فانطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:
ـــ هذا هو البيت يارسول الله.
فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلف الباب قائلاً:
ـــ السلام عليكم يا أهل الدار.
فلم يجيبوه، فاعاد صلى الله عليه وآله وسلم السلام فلم يجيبوه، ثم سلم أخرى، فقالوا:
ـــ وعليك السلام يارسول الله ورحمة الله وبركاته.
فقال (ص): ما لكم تركتم اجابتي في أول السلام؟ الم تسمعوا صوتي؟
قالوا: نعمفقد سمعناك وعرفناك.
قال (ص): فلم لم تجيبوا؟
قالوا: احببنا أن نستكثر منه.
قال (ص): لقد ابطأت هذه الجارية عليكم ارجو الا تؤاخذوها.
قالوا: يا رسول الله (ص) فهي حرة لمجيئك.
فقال (ص): الحمد لله، يا لها من أثنى عشر درهماً مباركة كسا الله بها عريانين واعتق بها جارية