منتديات إسلام ألجيريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص (الداء والدواء)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
chadia
مشرف
مشرف
chadia


انثى عدد الرسائل : 180
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : جيد
أوسمة : أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص (الداء والدواء) HdW28629
نقاط التميز : 20 نقاط التميز
وسام : أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص (الداء والدواء) 5x127703
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص (الداء والدواء) Empty
مُساهمةموضوع: أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص (الداء والدواء)   أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص (الداء والدواء) Icon_minitimeالسبت مايو 24, 2008 7:09 pm

أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص (الداء والدواء)

إعداد: عبد العزيز بن ريس الريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فإن ضعف أمتنا وتغلب الأعداء علينا مصيبة عظيمة وبلاء جسيم يَجب علينا أن نسعى في إزالته، وهذا لا يتحقق غاية التحقيق إلا بحسن تشخيصه، وألا يَخلط في تشخيصه بين المرض والعَرَض، وما أكثر المخلِّطين بين الأمراض والأعراض؛ فجروا على الأمة خسائر عظمى في الأبدان والأموال والطاقات، بل وفي دينها، وفوتوا فرصاً لو استغلت لرجعت على الأمة الإسلامية بالخير في دينها ودنياها.
فبسبب هذا؛ كتبت هذه الرسالة المختصرة، وأسميتها: "أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص"؛ لعلها تكون سبباً لتشخيص داء الأمة الحقيقي، وعليه يشخص دواء ناجح يرفع عنها داءها ومرضها.
وقبل هذا أذكر ما حصل من خلط في أرض الساحة الدعوية بين المرض والعرض:
فقالت طائفة: إن المرض هو: مكر الأعداء، وتغلبهم.
فعليه ظنت الدواء: إشغال المسلمين بالعدو، ومخططاته، وأقواله، وتصريْحَاته.
وظنت طائفة ثانية؛ أن المرض: تسلط الحكام الظلمة في بعض الدول الإسلامية.
فعليه ظنت الدواء: إسقاط هؤلاء الحكام، وشحن نفوس الناس تجاههم.
وظنت طائفة ثالثة؛ أن المرض: تفرق المسلمين في الأبدان.
فعليه ظنت الدواء: جمعهم، وتوحيدهم ؛ ليكثروا.
وظنت طائفة رابعة؛ أن المرض: ترك الجهاد.
فعليه ظنت الدوء: رفع راية الجهاد، وقتال الكفار شرقاً وغرباً.
وكل هؤلاء مخطئون في تشخيص الداء بصريح القرآن والسنة فضلاً عما ظنوه دواء.
ووجه خطأ الطائفة الأولى: أننا إذا اتقينا الله لا يضرنا كيد الأعداء، قال ـ تعالى ـ: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}، وقال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، وقال: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً . وَأَكِيدُ كَيْداً . فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}.
وأثر هذا الخطأ أنهم أشغلوا أنفسهم وغيرهم من شيب وشباب الإسلام بالسياسة (تتبع الصحف والمجلات والقنوات والإذاعات)، التي لا تخرج عن كونها نقلاً غير مصدق، إما بطريق كافر أو فاسق، أو ظنون لا يبنى عليها حكم.
أما النقل غير المصدق فقال الله فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، وما أكثر ما تبين لنا الأحداث القريبة كذب الإعلام، وكل يسخر إعلامه في خدمته وخدمة من ينصر.
أما التخمينات والظنون فأمرنا الله بتركها في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، وما أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إياكم والظن؛ فإنه أكذب الحديث".
ومن العجيب أنه قد أثبتت الأحداث فشل أصحاب فقه الواقع المحدث (السياسة)، وما أخبار حرب العراق للكويت والسعودية وفشل الدعاة أصحاب فقه الواقع في تشخيصه والأحكام التي بنوها عليه عنا ببعيد!!!
ووجه خطأ الطائفة الثانية: أن الحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين؛ بسبب ذنوب المحكومين، قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، فليس الحكام الظلمة ـ إذن ـ الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم.
قال ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (2/177-178):
"وتأمل حكمته ـ تعالى ـ في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم:
- فإن استقاموا؛ استقامت ملوكهم.
- وإن عدلوا؛ عدلت عليهم.
- وإن جاروا؛ جارت ملوكهم وولاتهم.
- وإن ظهر فيهم المكر والخديعة؛ فولاتهم كذلك.
- وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها؛ منعت ملوكهم وولاتهم مالهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم.
- وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم؛ أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه، وضربت عليهم الْمُكوس والوظائف، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فَعُمَّالُهم ظهرت في صور أعمالهم.
وليس في الحكمة الإلهية أن يولَّى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم.
وَلَمَّا كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها؛ كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شيبت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولِّي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية، وعمر بن عبد العزيز، فضلاً عن مثل أبى بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، وكلا الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها" اهـ.
وأثر هذا الخطأ إشغال الناس بأخطاء الحكام؛ لزعزعة الثقة بهم؛ ليتمكنوا من الخروج عليهم، وهذا فيه من تفويت مصالح الدين والدنيا على الناس وإزاحة الأمن بإحلال الفوضى والرعب مكانه.
قال ابن تيمية في "منهاج السنة" (3/391): "ولهذا؛ كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف ـ وإن كان فيهم ظلم ـ، كما دلت على ذلك الأحاديث المستفيضة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ"، ثم قال: "ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته" اهـ.
ووجه خطأ الطائفة الثالثة: أن الكثرة وتوحيد الصفوف مع الذنوب لا تنفع، كما قال ـ تعالى ـ: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً}، ألم تر كيف أن ذنب العجب بَدَّدَ هذه الكثرة فهزم الصحابة يوم حنين؟!
ومن الذنوب: توحيد الصفوف مع المبتدعة من الصوفية والأشاعرة والمعتزلة؛ لأن الواجب تجاههم الإنكار عليهم، وأقل أحوال الإنكار القلبي مفارقتهم لا مجالستهم، قال ـ تعالى ـ: {إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}.
فمن أعظم سيما أهل السنة عداء أهل البدع وبغضهم، وعلى ذلك تواترت كلماتهم المسطورة في كتب الاعتقاد المعروفة.
ووجه خطأ الطائفة الرابعة: أنها طالبت الأمة بالجهاد في وقت ضعفها، وهذا مِمَّا يرديها أرضاً ويزيد تسلط الأعداء عليها، لأجل هذا؛ لم يشرع الله الجهاد لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لَمَّا كان في مكة؛ لأنه يضر أكثر مما ينفع، ومن هنا تعلم خطأ المقولة التي يرددها المؤسس الأول لجماعة الإخوان المسلمين حسن البنا: "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه"، وهي من الأسس التي قامت عليها هذه الجماعة، لذا؛ ترى حسناً البنا وأتباعه طبقوها عملياً مع الرافضة والصوفية وغيرهما.
وأثر هذا الخطأ تضييع معتقد السلف رويداً رويداً ليحل مكانها الاعتقادات البدعية، وإحلال الشرك مكان التوحيد.
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين: "ولهذا؛ لو قال لنا قائل: الآن لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا وانجلترا؟! لماذا؟! لعدم القدرة؛ الأسلحة التي قد ذهب عصرها عندهم هي التي في أيدينا، وهي عند أسلحتهم بمنزلة سكاكين الموقد، عند الصواريخ ما تفيد شيئاً، فكيف يمكن أن نقاتل هؤلاء؟
ولهذا أقول: إنه من الحمق أن يقول قائل: أنه يجب علينا أن نقاتل أمريكا وفرنسا وإنجلترا وروسيا، كيف نقاتل؟ هذا تأباه حكمة الله ـ عز وجل ـ، ويأباه شرعه، لكن الواجب علينا أن نفعل ما أمر الله به ـ عز وجل ـ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}.
هذا الواجب علينا أن نعدَّ لَهُم ما استطعنا من قوة، وأهم قوة نعدها هو الإيمان والتقوى..." اهـ (شرح بلوغ المرام من كتاب الجهاد، الشريط الأول، الوجه (أ)).
وبعد هذا كله، لقائل أن ينادي: قد أبنت الأخطاء في تشخيص داء أمتنا، فما التشخيص الصحيح المبني على كتاب ربِّنا وصحيح سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟

فيقال: تواترت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في أن المصائب التي تنزل بالعباد بسبب ذنوبهم، قال ـ تعالى ـ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
قال ابن تيمية في "الجواب الصحيح" (6/450): "وحيث ظهر الكفار؛ فإنما ذاك لذنوب المسلمين التي أوجبت نقص إيمانهم، ثم إذا تابوا بتكميل إيمانهم نصرهم الله، كما قال ـ تعالى ـ: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وقال: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}" اهـ.
وقال في "مجموع الفتاوى" (11/645): "وأما الغلبة فإن الله ـ تعالى ـ قد يديل الكافرين على المؤمنين تارة، كما يديل المؤمنين على الكافرين، كما كان يكون لأصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع عدوهم، لكن العاقبة للمتقين؛ فإن الله يقول: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.
وإذا كان في المسلمين ضعفٌ، وكان عدوهم مستظهراً عليهم؛ كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم؛ إما لتفريطهم في أداء الواجبات باطناً وظاهراً، وإما لعدوانهم بتعدي الحدود باطناً وظاهراً، قال الله ـ تعالى ـ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا}، وقال ـ تعالى ـ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، وقال ـ تعالى ـ: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}" اهـ.
وقال ابن القيم في "مدارج السالكين" (2/240): "فلو رجع العبد إلى السبب والموجب لكان اشتغاله بدفعه أجدى عليه، وأنفع له من خصومة من جرى على يديه، فإنه ـ وإن كان ظالماً ـ فهو الذي سلطه على نفسه بظلمه، قال الله ـ تعالى ـ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}. فأخبر أن أذى عدوهم لهم، وغلبتهم لهم: إنما هو بسبب ظلمهم. وقال الله ـ تعالى ـ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}" اهـ.
وقال في "إغاثة اللهفان" (2/182): "وكذلك النصر والتأييد الكامل، إنما هو لأهل الإيمان الكامل، قال ـ تعالى ـ: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}، وقال: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر، والتأييد، ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله، أو بإدالة عدوه عليه، فإنما هي بذنوبه، إما بترك واجب، أو فعل محرم، وهو من نقص إيمانه.
وبهذا يزول الإشكال الذي يورده كثير من الناس على قوله ـ تعالى ـ: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}. ويجيب عنه كثير منهم بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلاً في الآخرة، ويجيب آخرون بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلاً في الحجة.
والتحقيق: أنها مثل هذه الآيات، وأن انتفاء السبيل عن أهل الإيمان الكامل، فإذا ضعف الإيمان صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب ما نقص من إيمانهم، فهم جعلوا لهم عليهم السبيل بما تركوا من طاعة الله ـ تعالى ـ.
فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور، مكفي، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته، ظاهراً وباطناً، وقد قال ـ تعالى ـ للمؤمنين: {وَلا تَهنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وقال ـ تعالى ـ: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}.
فهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم، التي هي جند من جنود الله، يحفظهم بها، ولا يفردها عنهم ويقتطعها عنهم، كما يَتِرُ الكافرين والمنافقين أعمالهم، إذ كانت لغيره، ولم تكن موافقة لأمره" اهـ.
وإن من أعظم المصائب والبلايا: تغلب الأعداء وضعف المسلمين، فمن هذا يظهر جلياً ما يلي:
أن الداء والمرض هو: تقصير المسلمين في دينهم، ومخالفتهم لشريعة نبيهم.
ورأس ذلك: تحقيقهم للتوحيد حق الله على العبيد، وإن في تحقيق التوحيد ـ إفراد الله بالعبادة، وإثبات أسمائه وصفاته ـ فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة منها:
1- فشو الأمن، قال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}، فَسَّرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله ـ تعالى ـ: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} أي: الشرك، فإقامة التوحيد ونشره من أعظم أسباب الأمن.
2- النجاة من النار، أخرج الشيخان في حديث عتبان أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله".
3- إدخاله الجنة، أخرج الشيخان عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل".
4- أن القيام بالتوحيد الحق سبب لصلاح الظاهر، كما قال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} أي: في الدنيا والآخرة، وهداية الدنيا تقتضي صلاح الباطن والظاهر.
وإن الدواء والشفاء هو: إرجاعهم إلى دينهم الحق.
وأعراض هذا الداء هو: غلبة الكفار، وتسلطهم، وتسليط الحكام الظلمة على بعض دول المسلمين.
ألا ترى إلى الشرك كيف ضربت أطنابه، ورفعت راياته في أكثر العالم الإسلامي؟ وألا ترى إلى التوحيد كيف يحارب في العالم الإسلامي كله خلا هذه الدولة المباركة الدولة السعودية ـ أعزها الله بالإيمان ـ التي تربي أبناءها على التوحيد في المدارس النظامية والمساجد ـ جزى الله حكامها وعلماءها كل خير ـ.
فإذا كان هذا حال العالم الإسلامي مع أعظم ذنب يعصى الله به "الشرك الأكبر"، فكيف نريد نصراً وعزاً؟!!!
ناهيك عن المعاصي الشبهاتية الأخرى والشهوانية فهي السائدة الظاهرة في أكثر العالم الإسلامي، فإذا كنا صادقين، ولأمتنا راحمين، فلا نشتغل بالعرض عن علاج الداء، وهو إرجاعهم إلى دينهم.
أسأل الله أن يهدينا جميعاً لصراطه المستقيم، وَيُقِرَّ أعيننا بعز الإسلام والمسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص (الداء والدواء)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلام ألجيريا :: المنتدى الإسلامي العام :: منتدى النقاش الهادف-
انتقل الى: